ابحث في المدونة

.๑. رسالتي لك .๑.

اكتب الرسالة هنا

 

روابط خاصة

مدونات صديقة

الخميس، 6 يناير 2011

تمييز عنصري حتى بين الجثث!

في الوقت الذي شيّعت مصر إثنين وعشرين ضحية من المسيحيين الذين طالهم الإرهاب الذي يقولون عنه أن لا دين له، ونحن نصرّ على أنه يمكن أن يكون له أي دين في العالم إلا الإسلام، في ذات الوقت هلك أربعة وعشرون من مسلمي مصر بأنفلونزا الخنازير، في زمن أصبح فيه هذا الوباء مجرد مرض متحفي لا يصيب، فما بالك أن يقتل، ومع ذلك اهتز العالم الصامت خلال تفجيرات طالت غير المسلمين في مصر والجزائر والأردن والعراق، وحوّل مجزرة الإسكندرية إلى أكبر مذبحة تهز الدول الغربية في تمييز عنصري بين الموتى من أحياء العالم.

لقد مات وقُتل المسلمون في مصر من زمن حسن البنا والسيد قطب وشهداء العبور وقطار أسوان وعبّارة البحر الأحمر بعشرات الآلاف فكانوا نسيا منسيا، والآن تحولت عملية إرهابية مسّت مصر بأكملها إلى شأن مسيحي عالمي، حيث أعلن رئيس الكنيسة القبطية البابا شنودة عن ضرورة تلبية مطالب الأقباط في بناء مزيد من الكنائس، ورفض الأقباط تنظيف مكان الانفجار حتى تبقى دماء الضحايا شاهدا حسبهم على "إرهاب الإسلام"، واندلعت المسيرات في فرنسا وألمانيا، وطالبت إيطاليا بإدراج موضوع التمييز ضد المسيحيين في العالم ضمن جدول مجلس وزراء خارجية الدول الأوروبية، ولسنا ندري عن أي تمييز ضد المسيحيين تتحدث الحكومة الإيطالية التي لا يلقى صناعيوها ورجال أعمالها أدنى صفقة عمل في أوربا المسيحية، بينما تمنحهم إيران المسلمة تحديث موانئها وقطر المسلمة تجديد مركباتها الرياضية والجزائر المسلمة مشاريع القطارات الكهربائية والمملكة السعودية المسلمة شق الطرقات نحو البقاع المقدسة، وحتى لباس الطليان وعطورهم لا يشتريها سوى المسلمين دون بقية الأجناس.
لا جدال في أن عثرة بغلة في أقصى البلاد هو همّ إضافي لوطن الهموم والدموع التي وصلت المحيط بالخليج، فما بالك بمقتل رجال ذنبهم الوحيد أنهم توجهوا إلى الكنيسة للتعبّد، لكن التعامل مع الأحداث بيّن أن الثائرين ليسوا حبّا في المسيحية بقدر ما هو أحقاد على الإسلام، فالذين ثاروا ضد نسف تمثالي بوذا في افغانستان لم يدافعوا عن البوذية بقدر ما هاجموا الإسلام، والذين ثاروا ضد العمليات الاستشهادية في الأراضي المحتلة لم يدافعوا عن اليهودية بقدر ما هاجموا الإسلام، والذين يثورون حاليا ضد مجزرة الإسكندرية لم يدافعوا عن المسيحية بقدر ما هاجموا الإسلام، رغم أن الإحصاءات تؤكد أن الإرهاب لم يقتل يهوديا واحدا ولا بوذيا واحدا ولا سيخيا واحدا ولا مسيحيا واحدا، بل قتل المسلمين فقط.
دعونا نسترجع برعشة تقدير وإجلال ما قاله الملاكم المسلم الأسطورة محمد علي كلاي في آخر خرجة إعلامية له، عندما استفزه صحافي إنجليزي قائلا له: "ألا تستحي من نفسك عندما تعلم أنك على دين أسامة بن لادن الذي قتل الأمريكين؟"، فكان رده برغم "رعشات" المرض.. "..وأنت ألا تستحي من نفسك، لأنك على دين هتلر الذي قتل كل الناس"!.
وللحديث بقية.
سلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

*=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===*